❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها/ فتحي الذاري
18مايو 2025م
في خضم الأزمات العميقة التي تواجهها المنطقة العربية، تتجلى صور عجز وتردد القيادات العربية أمام مشهد دموي مستمر يفتك بأبنائها، ويهدد استقرار المنطقة بأسرها. تقف قمة الرياض والعراق والقاهرة في قلب هذه المشاهد، وكأنها مهرجانات خطابية لا تغدو عن محاولات يائسة لاحتواء الأزمة، بينما الواقع يفضح حقيقة أن هذه الجلسات تُعقد بلا نتائج فعلية، وأن قادة الدول العربية يقبعون في دائرة من المماثلة والجمود، تبحث عن صيغة تفاهم لعلّها تخفف من وطأة الكارثة، لكن دون أن تقدم ما يُذكر على أرض الواقع.إن الأحداث العدوانية التي تعبث في المنطقة، وأبرزها الجرائم الوحشية من إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وتهجير قسري، وتدمير شامل لمقومات الحياة في قطاع غزة، تشكل صفعة قوية لكل شعارات التضامن والدفاع عن الإنسان. هذه المذابح، التي يتقاسم المسؤولية عنها، دول ومجتمع دولي، تبرز عجز العرب عن اتخاذ مواقف موحدة، ورؤى واضحة. فالدول العربية، رغم كثرتها وتنوعها، أظهرت عبر عقود عجزًا مزمنًا في حماية أمتها، وعدم قدرتها على إيقاف أو الحد من المجازر، وإنما اكتفت بالمزيد من البيانات الرنانة والنداءات التي سرعان ما تُنسى مع أول نقطة دم تُهدر في فلسطين أو غيرها من الأراضي المحتلة.وفي حين تتساوى أهواء القوى الدولية والتكتلات الكبرى، تتغير السياسات، ويظل العرب يتفرجون، يراقبون كيف تُدان شعوبهم وتُشرد، دون أن تلوح في الأفق مبادرات حقيقية لإنقاذ الوضع. وعليه، فإن خروج زعماء وملوك وروساء الدول العربية من قممهم، وهم يحملون على الأكتاف وعودًا فارغة، يؤكد حالة من الانحطاط الأخلاقي والسياسي. فالغدر للأوطان ولو من قِبل الحكام، أصبح سمة رئيسية من سمات المرحلة، حيث تتراجع المواقف وتضعف الإرادات، ويضيع الموقف العربي في دهاليز المصالح والاستثمارات والخلافات الداخلية.
من المؤلم أن نرى كيف تتصارع الأنظمة على النفوذ والكراسي، بدل التركيز على حماية الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان، ورفع صوت الحق في المحافل الدولية. وفي غياب استراتيجية موحدة، واختلاف المواقف، يتحول الموقف العربي إلى مجرد شعارات تستنكر وتندد بشكل مجرد، دون القدرة على الفعل أو التأثير، في بلد يُفتت ويُدمر وتُشرد طوائفه وأبناؤه.
وفي المحصلة، فإن إنكار الواقع وفقدان الإرادة الحقيقية لوقف هذه المذابح، هو سبب رئيسي في استمرارها. فالأزمات ليست فقط في تكرار الاجتماعات وإصدار البيانات، وإنما في الإصرار على تغييب المصلحة الوطنية العليا، والتنافس على مصالح ضيقة، والذي بالغ في خيانة الأوطان، أضرّ بالقضية الفلسطينية، وأضاع مستقبل المنطقة. فالصمت أو الكلام المعسول أمام جرائم الحرب، لن يُوقف آلة التدمير، ولن يُعيد أبناء غزة، ولن يُعيد الحق المغتصب.
يبقى السؤال: هل ستتغير الأمور حقًا، أم أننا سنظل نرى ذات المشهد، مع تكرر القمم والبيانات التي لا تُغير من شيئ؟ الحل يكمن في استعادة وحدة الموقف، وتحقيق إرادة شعبنا، وتحمل المسؤولية على أكتاف القادة الذين وعدوا بحماية الأوطان وحقوق الإنسان، بدل الانشغال بالمنافسات وإدامة الخيانات، حتى تتجاوز الأمة أزمتها، وتنهض من جديد، موحدة، قوية، وذات قرار.
الله اكبر الموت لامريكا الموت لإسرائيل اللعنه على اليهود النصر للاسلام
لعنة الله على زعماء وملوك وامراء العرب الخونة